غساسنة الشام :
وفي القرن الخامس الميلادي هاجرت جماعات من أطراف الجزيرة الى جهة شمالها الغربي بجوار حدود المملكة الرومية فأسّسوا دولة الغساسنة الّتي كانت تحت حماية الأمراء الروميين تبعا للقسطنطينية ، كما كان حكام الحيرة عمّالا لملوك الفرس.
وتحضّرت دولة الغساسنة نوعا ما ، فهي كانت تجاور «دمشق» من ناحية ومدينة «بصرى» التأريخية من ناحية اخرى ، فهي كانت تحت تأثير الحضارة الرومية. وبما أنّ الغساسنة كانوا في خلاف مع مناذرة الحيرة اللخميّين ومن ورائهم الفرس ، لذلك كانوا يوالون الرومانيين. وقد بلغ عدد امرائهم بضعة عشر رجلا ، وإليك تفصيل خبرهم :
ملوك الشام من اليمن :
قال المسعودي : «وتفرّقت قبائل العرب لما كان بمأرب فسارت غسّان الى الشام (١) ، وهم من ولد ما زن بن الأزد ، وإنمّا غسّان ماء لم يزل عمرو بن عامر حين خرج من مأرب مقيما على هذا الماء ، وهو ما بين زبيد ورمع وادي الأشعريين بأرض اليمن.
وكانت قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ أوّل من نزل الشام من عرب اليمن ، واتّصلوا بملوك الروم ودخلوا في النصرانية ، فملّكوهم على من بالشام من العرب. وأوّل من ملك منهم النعمان بن عمرو بن مالك ، ثم ملك بعده عمرو بن النعمان بن عمرو ، ثم ملك بعده الحواري بن النعمان.
__________________
(١) هذا ، وقد سبق آنفا أن هجرتهم كانت في القرن الخامس الميلادي ، أي بعد سيل العرم بعديد من القرون ، فالتاريخ الأثري اي المستند على المكتشف من آثارهم لا يدل على أسبق من ذلك.