أصحاب الاخدود :
روى القميّ في تفسيره بسنده عن عطاء عن ابن عباس : أنّ ذا نؤاس ـ وهو آخر من ملك اليمن من حمير ـ تهوّد ، واجتمعت معه حمير على اليهودية ، وسمّى نفسه يوسف ، وأقام على ذلك حينا من الدهر. ثمّ أخبر أنّ بنجران بقايا قوم على دين النصرانية ، وكانوا على دين عيسى عليهالسلام وعلى حكم الانجيل ورأس ذلك الدين : عبد الله بن بريا (١) فحمله أهل دينه على ان يسير إليهم ويحملهم على اليهودية
__________________
(١) تفسير القميّ : ٢ : ٤١٤. وروى العياشي في تفسيره بإسناده عن جابر عن الامام الباقر عليهالسلام أنّه قال : أرسل علي عليهالسلام الى اسقف نجران يسأله عن أصحاب الاخدود ، فأخبره بشيء : فقال عليهالسلام : ليس كما ذكرت ، ولكن سأخبرك عنهم : انّ الله بعث رجلا حبشيا نبيّا ـ وهم حبشية ـ فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروهم وأسروه ثمّ بنوا له حيرا ثم ملئوه نارا ، ثمّ جمعوا الناس فقالوا : من كان على ديننا وأمره فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار! فجعل أصحابه يتهافتون في النار! فجاءت امرأة معها صبيّ لها ابن شهر ، فلمّا هجمت هابت ورقّت على ابنها ، فنادى الصبيّ لا تهابي وارميني ونفسك في النار ، فانّ هذا ـ والله ـ في الله قليل! فرمت بنفسها في النار وصبيّها.
رواه العلامة الطباطبائي في تفسيره ثم قال : ورواه السيوطي في الدر المنثور عن علي عليهالسلام بطريقين وعن الحسن عليهالسلام أيضا (الميزان ٢٠ : ٢٥٧).
وروى ذيل الخبر عن المرأة وطفلها المسعودي في (مروج الذهب ٢ : ٧٨).
وروى الطبرسي في (مجمع البيان) عن سعيد بن جبير : أنّ اهل اسفندهان كانوا مجوسا فلمّا انهزموا قال عمر : ما هم يهود ولا نصارى فليسوا من أهل الكتاب. فقال علي عليهالسلام : بلى قد كان لهم كتاب رفع ، وذلك أنّ ملكا لهم سكر فوقع على ابنته أو قال : على اخته فلمّا أفاق قال لها : كيف المخرج ممّا وقعت فيه؟ قالت : تجمع أهل مملكتك وتخبرهم أنّك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلّوه! فجمعهم فأخبرهم! فأبوا أن يتابعوه ، فخدّ لهم اخدودا في الأرض ، وأوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن أبى قبول ذلك قذفه في النار ، ومن أجاب خلّى سبيله. رواه الطباطبائي ... في (الميزان ٢٠ : ٢٥٦) ثمّ قال ورواه السيوطي في (الدر المنثور).