وهو الّذي أخبر الله تعالى عنه في كتابه فقال : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(١).
أرياط أو أبرهة :
روى ابن هشام (٢) والطبري (٣) عن ابن اسحاق ، وعن غيره بخمسة طرق (٤) واليعقوبي (٥) والمسعودي (٦) : أنّ الذي بعثه النجاشي على الأحباش الى اليمن هو أرياط بن أصحمة. وأنّه أقام باليمن في سلطانه سنين ، ثمّ نازعه في أمر الحبشة باليمن ابرهة الحبشي ، وكان في جنده ، حتّى تفرّقت الحبشة عليهما ، فانحاز الى كلّ واحد منهما طائفة منهم ، واستعدوا للحرب بينهم (٧).
وروى الطبري بالطرق الخمسة : انّ أرياط لمّا غلب على اليمن أعطى الملوك ـ ويعني بهم شيوخ العشائر والقبائل اليمنية ـ واستذل الفقراء. فقام رجل من الحبشة
__________________
(١) البروج ٤ : ٩. وورد خبره في ابن اسحاق في السيرةعن ابن اسحاق ١ : ٣٧. وفي الطبري عنه أيضا ٢ : ١٢٣ ، وعن هشام الكلبي ٢ : ١٩. واليعقوبي ١ : ٢٠٠. والمسعودي ٢ : ٥١. وكان هذا بدء نفوذ الأحباش النصارى في اليمن وتهامة وما جاورها سنة ٥٢٥ م.
(٢) ابن اسحاق في السيرة١ : ٤١.
(٣) الطبري ٢ : ١٢٥.
(٤) الطبري ٢ : ١٣٧.
(٥) اليعقوبي ١ : ١٧٣.
(٦) مروج الذهب ٢ : ٧٨.
(٧) الطبري ٢ : ١٢٨.