يقال له : ابرهة أبو يكسوم ، فدعا الى طاعته فأجابوه ، فقاتل أرياط (١).
وروى عن هشام الكلبي : أنّ النجاشي لمّا بلغه ما كان من ذي نؤاس جهّز إليه سبعين ألفا عليهم قائدان : أحدهما أبرهة ـ ولم يذكر الآخر ـ فلمّا صاروا الى صنعاء ورأى ذو نؤاس ان لا طاقة له بهم ركب فرسه واقتحم البحر فكان آخر العهد به ذلك. وأقام ابرهة ملكا على اليمن ، ولكنّه لم يبعث الى النجاشي بشيء فقيل للنجاشي : إنّه قد خلع طاعتك ورأى أنّه استغنى بنفسه عنك. فوجه إليه جيشا عليه رجل من أصحابه يقال له : أرياط فلمّا حلّ بساحته بعث إليه ابرهة : أنه يجمعني واياك البلاد والدين ، والواجب عليّ وعليك ان ننظر لأهل بلادنا وديننا ممّن معي ومعك ، فإن شئت فبارزني ، فأيّنا ظفر بصاحبه كان الملك له ، ولم تقتل الحبشة فيما بيننا؟! فرضي أرياط بذلك ، فاتّعدوا موضعا يلتقيان فيه.
وعزم ابرهة على المكر بأرياط فأكمن له عبدا له يقال له : ارنجدة ، في وهدة قريبة من الموضع الّذي التقيا فيه ، فلمّا التقيا سبق أرياط فطعنه بحربته يريد رأسه ، وزالت الحربة عن رأس ابرهة ولكنها شرمت أنفه ، فلقّب بالأشرم من ذلك. ونهض ارنجدة من الحفرة فزرق بحربته المزراق رأس أرياط فأنفذها فيه فقتله بها. وكتب الى النجاشي بما رضي به عنه وأقرّه على عمله (٢).
أصحاب الفيل :
روى الطبري بالطرق الخمسة عن ابن عباس وعطاء بن يسار وغيرهما : أنّ ابرهة الأشرم أبا يكسوم لمّا غلب على اليمن رأى الناس أيّام الموسم يتجهزون للحج الى البيت الحرام ، فسأل : أين يذهب هؤلاء الناس؟ قالوا : يحجّون الى بيت الله بمكّة ،
__________________
(١) الطبري ٢ : ١٣٧.
(٢) الطبري ٢ : ١٢٨ وعن ابن اسحاق ٢ : ١٢٩.