من هذه (الظلال) قد انسقت إلى شيء من هذا ، وأرجوا أن اتدراكه في الطبعة التالية إذا وفّق الله (١).
وكانت هذه القصّة في الفترة بين عيسى ونبينا ـ على نبيّنا وآله وعليهالسلام ـ وقبل بعثته بأربعين عاما ، في عام ميلاده صلىاللهعليهوآله ، فالفترة كانت فترة شريعة عيسى عليهالسلام وهؤلاء كانوا نصارى ، ولكنّهم كانوا منحرفين فيها عن الحق ، وعملهم هذا لم يكن حربا مع المشركين لردعهم عن شركهم ودعوتهم الى شريعة عيسى عليهالسلام ، بل كان هدما لبيت ابراهيم عليهالسلام بل بيت الله ، ولم يكن هذا من شريعة عيسى عليهالسلام بل خروجا عنه وبغيا وعدوانا وطغيانا وعتوا فلذلك اهلكوا.
دخول الفرس المجوس الى اليمن :
وكان من ظلم ابرهة ان بعث الى أبي مرة يوسف بن ذي يزن وكان من أشراف اليمن فنزع منه امرأته ريحانة بنت ذي جدن ، وكانت ذات جمال وقد ولدت لأبي مرّة معد يكرب ، فولدت لأبرهة : مسروق بن ابرهة. وهرب أبو مرة سيف بن ذي يزن (٢).
فروى الطبري عن الكلبي : انّ أبا مرّة سيف بن ذي يزن خرج من اليمن فلحق بعمرو بن المنذر من ملوك بني المنذر بالحيرة ، فسأله أن يكتب له الى كسرى كتابا يعلمه فيه بقدره وشرفه وما فزع إليه فيه. فقال عمرو : لا تعجل ، فإنّ لي عليه في كلّ سنة وفادة ، وهذا وقتها.
فأقام قبله حتّى وفد عليه معه ، فدخل عمرو بن المنذر على كسرى فذكر له شرف ذي يزن وحاله ، واستأذن له. فأذن له كسرى. فدخل ، فأوسع عمرو له
__________________
(١) فی ظلال القرآن ٢٩ : ١٥١ ـ ١٥٣.
(٢) الطبري ٢ : ١٣٠ عن ابن اسحاق و ١٤٢ عن هشام الكلبي وعنه سائر الحديث.