الأصنام ، ثمّ إنّ احبارا من اليهود صاروا إليهم (مع تبّع تبان أسعد) فعلّموهم دين اليهودية فدانوا بدين اليهود وتلوا التوراة. ولم يكونوا يتجاوزون اليمن إلّا أنّهم ربّما أغاروا على بعض البلدان فيرجعون الى بلادهم ودار ملكهم (١).
أسواق العرب :
وكانت للعرب في اليمن وغيره أسواق يجتمعون بها في تجاراتهم ، ويأمنون فيها على دمائهم وأموالهم بخفارة خاصّة : فمنها سوق «عدن» كان يقوم في أوّل يوم من شهر رمضان وكان بخفارة الأبناء ـ أي أبناء الفرس حكام اليمن ـ وهم كانوا يعشّرونهم بها لقاء خفارتهم لهم ، ومنها كان يحمل الطيب الى سائر الآفاق.
ثمّ سوق «صنعاء» كان يقوم في النصف من شهر رمضان بخفارة الأبناء أيضا.
ثمّ سوق «الرابية» بحضرموت ، ولم يكن يوصل إليها الّا بخفارة خاصّة ، لأنها لم تكن أرض مملكة ، فكان من عزّ بها بزّ ، وكانت الخفارة فيها لكندة.
ثمّ سوق «عكاظ» بأعلى نجد ، كان يقوم في شهر ذي القعدة ، وكان أكثر من يحضرها من مضر وسائر قريش وقليل من سائر العرب ، وبها كانت مفاخرات العرب ومهادناتهم بعد حمالاتهم ـ أي دياتهم.
ثمّ سوق «ذي المجاز» يرتحلون منها الى مكّة للحج.
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢٠٠ ، ٢٠١. وقد علّقنا على هذا سابقا بمعارضته لنقل القرآن الكريم بأنّ الهدهد أخبر سليمان بن داود عنهم بقوله (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) ... وانّي (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) وان بلقيس قالت اني (أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ونقل المؤرخون انّ سليمان بن داود حكم اليمن عشرين عاما ثمّ ملّكها ابنه أرحبعم بن سليمان ، وان بلقيس كانت قبل تبّع تبان الأسعد بعشرة ملوك في سبعمائة سنة قريبا. فأظن الخبر هذا من الاسرائيليات.