وروى أيضا بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : انّ العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية : يصلون الرحم ، ويقرون الضيف ، ويحجّون البيت ، ويتّقون مال اليتيم ، ويكفّون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة ، وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلقونه في أعناق الأبل فلا يجترئ أحد ان يأخذ من تلك الأبل حيثما ذهبت (١).
أولاد معد بن عدنان :
نرجع هنا الى ذكر بقية أخبار مكّة وولاة البيت من أولاد عدنان ، فنقول : قال اليعقوبي : كان عدنان أوّل من كسا الكعبة (٢) ونصب أنصاب الحرم بمكّة. وكان أشرف أولاده معدّ ابن عدنان ، ولمّا ضاقت مكّة بهم وخرج كثير من ولد اسماعيل لم يخرج هو منها ، وكان له عشرة أولاد ، منهم قضاعة وبه كان يكنّى ، وانتقل قضاعة بأهله وأولاده الى اليمن وأصبح لهم عدد كثير ، فانتسب جميع من كان باليمن من ولد معد الى قضاعة ، وانتمت قضاعة الى حمير فحسبوا معهم.
وساد من ولد معدّ نزار بن معدّ فأقام بمكّة فكان سيد بني أبيه وعظيمهم. وأصبح له من الولد أربعة : مضر وإياد وربيعة وأنمار ، ولمّا حضرت نزار الوفاة قسّم ميراثه على ولده هؤلاء الأربعة : فأعطى مضر ناقته الحمراء فسمّي مضر الحمراء ، وأعطى ربيعة فرسه فسمّي ربيعة الفرس ، وأعطى إياد غنمه وكانت برقاء (٣) فسمّي إياد البرقاء ، وأعطى أنمارا جارية له تسمّى بجيلة فسمّي بها ، وارتحل أنمار بن نزار الى اليمن فتزوج في بجيلة وخثعم ، فانتسب ولده الى أخوالهم فمنهم في بجيلة ومنهم في خثعم ، فحسبوا معهم.
__________________
(١) فروع الكافي ١ : ٢٢٣.
(٢) هذا ، وقد سبق أن أول من كساه تبّع تبّان أسعد اليمني ، وقبله هاجر أم اسماعيل.
(٣) البرقاء من الشياة التي في خلال صوفها الأبيض طاقات سود ـ مجمع البحرين.