وقال اليعقوبي : انّ قصيا قسّم أمره بين ولده : فجعل السقاية والرئاسة لعبد مناف ، والدار لعبد الدار ، والرفادة لعبد العزّى ، وحافتي الوادي لعبد قصيّ. ومات قصيّ ودفن بالحجون.
ورأس عبد مناف بن قصيّ وجلّ قدره وعظم شرفه ، ولمّا كبر أمره جاءته خزاعة وبنو الحارث من كنانة فسألوه أن يعقد بينهم الحلف ليعزّوا به ، فعقد بينهم الحلف الّذي يقال له : حلف الأحابيش.
وولد لعبد مناف : هاشم ـ واسمه عمرو ـ وعبد شمس ، والمطلب ونوفل ، وأبو عمرو ، وحنّة ، وتماضر ، وأربع بنات.
وشرف هاشم بعد أبيه وجلّ أمره ، واصطلحت قريش على ان يولّوا هاشما الرئاسة والسقاية والرفادة (١).
حلف المطيبين وحلف اللعقة :
وروى ابن اسحاق عن أبيه اسحاق بن يسار ، عن الحسن بن محمد ابن علي بن أبي طالب انه قال لنبيه بن وهب الهاشمي : ان قصيّ بن كلاب جعل كلّ ما كان بيده من أمر قومه الى عبد الدار ، وكان قصيّ لا يخالف ولا يردّ عليه شيء صنعه ، فأقامت قريش على ذلك ليس بينهم اختلاف وتنازع ، حتّى انتهى الأمر في عبد الدار الى حفيده : عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار!
ثمّ أجمع بنو عبد مناف بن قصيّ : عبد شمس وهاشم والمطلّب ونوفل ، اجمعوا على أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي جعله إليهم من الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ، ورأوا انهم اولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم ،
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢٤٢.