واختصر اليعقوبي هذا فقال : واصطلحت قريش على ان يولّوا هاشما الرئاسة والسقاية والرفادة (١) والظاهر أنّه يريد من «هاشما» هنا بني هاشم لا هاشم نفسه ، والمقصود من بني هاشم هو عبد المطّلب ابنه ، كما أنّه قد ذكر بشأن عبد المطلب : أنّ بني عبد الدار لمّا رأوا حال عبد المطلب وأنّه قد حاز الفخر مشوا الى بني سهم فقالوا لهم : امنعونا من بني عبد مناف! فلمّا رأى ذلك بنو عبد مناف : بنو المطلب وبنو هاشم وبنو نوفل ـ واختلف في بني عبد شمس فقال الزبيري : لم يكونوا فيهم ـ اجتمعوا ، فخرجت أمّ حكيم بنت عبد المطلب وأخرجت طيبا في جفنة فوضعتها في الحجر ، فتطيّب بنو عبد مناف ، وأسد ، وزهرة ، وبنو تيم ، وبنو الحارث ، فسمّي حلفهم : حلف المطيّبين.
فلمّا سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرة وقالوا : من أدخل يده في دمها ولعق منه فهو منّا ، فأدخلت أيديها بنو عبد الدار ، وبنو سهم ، وبنو جمح ، وبنو عدي ، وبنو مخزوم ، فسمّي حلفهم : حلف اللعقة (٢).
رحلة الشتاء والصيف
قال اليعقوبي : وكان هاشم أوّل من سنّ الرحلتين : رحلة الشتاء الى الشام ورحلة الصيف الى الحبشة واليمن.
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢٤٢.
(٢) اليعقوبي ١ : ٢٤٨. وفي ج ٢ : ١٧ ذكر حلف الفضول فقال «وحضر رسول الله حلف الفضول وقد جاوز العشرين» وقد قال في وفاة عبد المطلب : وتوفي عبد المطلب ولرسول الله ثماني سنين ٢ : ١٣ إذن فحلف الفضول كان بعد اثني عشر عاما بعد عبد المطلب : أمّا الّذي كان على عهد عبد المطلب فانّما هو حلف اللعقة (حلف الأحلاف) دون حلف الفضول ، أمّا حلف الفضول فقد تأخّر عنه بأكثر من اثني عشر عاما ولم أر من تنبّه له.