فلمّا كان العشي ـ أي العصر ـ ألبسه الحلّة ، ثمّ خرج به معه فأجلسه معه في مجلس بني عبد مناف فأخبرهم خبره. ولكن غلب عليه اسم : عبد المطلب.
وأراد المطّلب أن يشارك في رحلة الشتاء الى اليمن ، فقال لعبد المطّلب : أنت يا بن أخي أولى بموضع أبيك ، فقم بأمر مكّة.
ثمّ رحل فتوفي في سفره ذلك بردمان ـ من حصون اليمن ـ فقام عبد المطلب بأمر مكّة وساد وشرف. وأقرّت له قريش بالشرف (١).
حفر بئر زمزم :
قال ابن اسحاق : كانت جرهم قد دفنت زمزم حين ظعنوا من مكّة (٢).
وقال اليعقوبي : قال محمد بن الحسن : لمّا تكامل لعبد المطلب مجده وأقرّت له قريش بالفضل رأى في المنام وهو في الحجر انّ آتيا أتاه فقال له : قم أبا البطحاء واحفر زمزم حفيرة الشيخ الأعظم (٣).
وروى ابن اسحاق بثلاث وسائط عن علي عليهالسلام انه قال : قال عبد المطلب : اني لنائم في الحجر اذ أتاني آت فقال : احفر طيبة ، قال : قلت : وما طيبة؟ قال : ثم ذهب عنّي. فلمّا كان الغد رجعت الى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر برّة ،
__________________
(١) اليعقوبي ١ : ٢٤٤ ـ ٢٤٦.
(٢) ابن اسحاق في السيرة١ : ١١٦.
(٣) اليعقوبي ١ : ٢٤٦.