المحقق السيد محمد مهدي الروحاني القمّي انّه أشار الى : اننا نلاحظ انّ عبد المطّلب قد سار في ايمانه سيرا تكامليا ، فنجده في أوّل أمره يسمّي أبناءه عبد مناف وعبد العزّى ، ولكنّه يتقدّم في إيمانه حدّا يرهب به ابرهة الحبشي صاحب الفيل ، ويقول عنه المؤرخون ما ذكروه وذكرناه ، ولا شكّ انه بعد ميلاد حفيده محمد صلىاللهعليهوآله لمّا رأى وسمع الكثير من العلامات الدالة على نبوته ، وشهد وعاين الكثير من الدلالات والكرامات بامّ عينيه ، بلغ الحدّ الأعلى في إيمانه.
وعليه فلا مانع من ان يكون في أوّل أمره يرى لنفسه ان ينذر نذرا كهذا ، وقد امر الله نبيّه ابراهيم بذبح ولده اسماعيل ، ونذرت امرأة عمران ما في بطنها محرّرا لخدمة بيت المقدس. كما أشار الى هذا ابن شهرآشوب فقال وتصور عبد المطّلب انّ ذبح الولد أفضل قربة لما علم من أمر اسماعيل ، ثمّ ذكر الخبر (١).
الزواج الميمون
تزويج عبد الله بآمنة :
قال اليعقوبي : وبعد حفر زمزم بعشر سنين ، وبعد الفداء عن عبد الله بسنة واحدة كان تزويجه بآمنة بنت وهب ، وكان سنّه يوم تزويجها أربعا وعشرين سنة (٢).
وقال ابن اسحاق : خرج عبد المطّلب بابنه عبد الله حتّى أتى به الى دار وهب بن عبد مناف بن زهرة ـ وهو يومئذ سيد بني زهرة نسبا وشرفا ـ فخطب ابنته آمنة لعبد الله ، وكانت آمنة أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا ، فزوّجه ايّاها وأملكها.
__________________
(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٢٠ ط قم.
(٢) اليعقوبي ٢ : ٩.