فأخبرته فاطمة بالنور الّذي قد رأت ، فقال أبو طالب : أمّا انّك ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود (١).
وفاة عبد الله :
روى اليعقوبي عن الصادق عليهالسلام أنّه توفي بعد شهرين من مولد محمد ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ ثمّ قال : وقال بعضهم : انّه توفّي قبل أن يولد ، وهذا غير صحيح ، لان الاجماع على انّه توفّي بعد مولده! وقال آخرون : بعد سنة من مولده. وكانت وفاته بالمدينة في دار تعرف بدار النابغة بين أخواله بني النجار (٢).
والمعروف ممّن قال انّ عبد الله توفّي قبل ان يولد محمد صلىاللهعليهوآله محمّد ابن اسحاق فقد ذكر ـ كما في ابن اسحاق في السيرةوالطبري والطبرسي ـ : انّ عبد الله لم يلبث ان هلك وأمّ رسول الله حامل به (٣).
ثمّ الواقدي ، فقد روى الطبري عنه عن الزهري : انّ عبد المطلب كان قد بعث عبد الله الى المدينة كي يحمل لهم تمرا فمات بالمدينة ، فحين أبطأ عبد الله على عبد المطّلب بعث ابنه الحارث في طلبه فوجده قد مات. ثمّ قال الواقدي : والثبت عندنا انّ عبد الله بن عبد المطّلب أقبل من الشام في عير لقريش ، فنزل بالمدينة وهو مريض ، فأقام بها حتّى توفّي ، ودفن في الدار الصغرى للنابغة على اليسار اذا دخلت الدار ، ليس بين أصحابنا في هذا اختلاف (٤).
__________________
(١) روضة الكافي ٣٠٢. وروى مثله بسند آخر ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٣.
(٢) اليعقوبي ٢ : ١٠.
(٣) ابن اسحاق في السيرة١ : ١٦٧. والطبري ٢ : ١٦٥ واعلام الورى : ٩.
(٤) الطبري ٢ : ١٦٥ و ٢٤٦. وقال في ١٦٥ : أمّا هشام الكلبي فإنّه قال : توفّي عبد الله بعد ما أتى على رسول الله ثمانية وعشرون شهرا.