وأين هذه الصورة عن النبي صلىاللهعليهوآله عن ذلك الوصف الّذي يصفه به صنوه وصهره وأخوه ثمّ وصيه علي عليهالسلام اذ قال في كلام له «ولقد قرن الله به من لدن ان كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره» (١).
وروى ابن أبي الحديد : انّ بعض أصحاب الامام الباقر عليهالسلام سأله عن قوله سبحانه (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً)(٢)؟ فقال عليهالسلام : «يوكّل الله تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ويؤدّون إليهم تبليغ الرسالة ، ووكّل بمحمّد ملكا عظيما منذ فصل من الرضاع ، يرشده الى الخيرات ومكارم الأخلاق ، ويصدّه عن الشر ومكاره الأخلاق» (٣).
وفود عبد المطّلب على سيف بن ذي يزن :
روى الصدوق في (اكمال الدين) بسنده عن ابن عباس قال : لمّا ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة ـ وذلك بعد مولد النبي صلىاللهعليهوآله بسنتين ـ أتاه وفد العرب وأشرافها وشعراؤها بالتهنئة ، تمدحه وتذكر ما كان من بلائه وطلبه بثأر قومه.
فأتاه وفد من قريش ومعهم عبد المطّلب بن هاشم ، وأميّة بن عبد شمس ، وعبد الله بن جدعان ، واسيد بن خويلد بن عبد العزّى (كذا) ، ووهب بن عبد مناف (أبو آمنة أمّ النبي) وأناس من وجوه قريش.
__________________
(١) نهج البلاغة ، القسم الأوّل : الخطبة القاصعة : ١٩٢ ، المقطع ١١٨ عن مسعدة بن صدقة عن الامام الباقر عليهالسلام.
(٢) الجن : ٢٧.
(٣) شرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٠٧ ، وعنه في البحار ١٥ : ٣٦١.