وبقي بها ، حتّى قدمها المأمون فجعله قاضيا لعسكر المهدي (١) وكان العسكر في الجانب الشرقي وكان الواقدي في الجانب الغربي فلمّا انتقل حمل كتبه ، على عشرين ومائة وقر (٢) فولّي القضاء مدّة أربع سنوات قبل وفاته ، وأوصى إلى المأمون فقبل وصيته وأرسل إليه بأكفانه وقضى دينه (٣).
ذكر ابن سعد ـ وهو تلميذه وكاتبه وراويته ـ يقول : مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة (٤).
مكانة الواقدي في الرواية والعلم :
وتتجلى مكانته في الرواية والعلم في وصف كاتبه وتلميذه ابن سعد له حيث يقول : كان عالما بالمغازي والسيرة والفتوح واختلاف الناس في الحديث والأحكام ، واجتماعهم على ما أجمعوا عليه ، وقد فسّر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها (٥).
وقال عنه ابن النديم في الفهرست : إنّه كان عنده غلامان يعملان ليلا ونهارا في نسخ الكتب ، وقد ترك عند وفاته ستمائة قمطر من الكتب يحتاج كلّ منها إلى رجلين لحمله (٦).
__________________
(١) الطبقات ٧ : ٧٧.
(٢) تأريخ بغداد ٣ : ٥ وعيون الاثر ١ : ١٨ والوافي بالوفيات ٤ : ٢٣٨ وسير اعلام النبلاء ٧ : ١١٨.
(٣) الطبقات ٥ : ٣١٥. الطبقات ٥ : ٣٢١ وتأريخ بغداد ٣ : ٢٠ وتأريخ دمشق ١١ : ٣ والوافي بالوفيات ٤ : ٢٣٨.
(٤) الطبقات ٧ : ٧٧.
(٥) الطبقات ٥ : ١٤٤.
(٦) الفهرست : ١٤٤.