«لقد ولد لنا الليلة مولود ، يفتح الله علينا به أبوابا كثيرة من النعمة والرحمة» وكان قوله هذا أوّل نبوته ، فإنّ المرتضى ـ عليه صلوات الله ـ كان ناصره والمحامي عنه وكاشف الغماء عن وجهه ، وبسيفه ثبت الإسلام ورسخت دعائمه وتمهدت قواعده» (١).
حلف الفضول :
وانتهى الفجار في شوال ، وفي ذي القعدة كان حلف الفضول (٢).
قال اليعقوبي «وكان سبب حلف الفضول : أن قريشا تحالفت أحلافا كثيرة على الحمية والمنعة :
فتحالف المطيبون ؛ وهم : بنو عبد مناف ، وبنو أسد ، وبنو زهرة ، وبنو «تيم» ، وبنو الحارث بن فهر ، على أن لا يسلموا الكعبة ، ما أقام جراء ، وثبير ، وما بلّ بحر صوفة وصنعت عاتكة أو البيضاء بنت عبد المطّلب طيبا فغمسوا أيديهم فيه (فسمّوا المطيّبين).
__________________
(١) مجلة العمران المصرية ، كما في كتاب : علي وليد الكعبة : ٦١ ولم يعين عدد المجلة ولا سنتها.
علّق الصحافي المصري عبد المسيح الأنطاكي بكلامه هذا على قصيدته «العلوية المباركة» الّتي تحتوي على خمسة آلاف بيت في حياة أمير المؤمنين عليهالسلام من دون أن يستند في ذلك الى مصدر من حديث أو تأريخ ، وان كان كلامه هذا ممّا يساعد عليه الاعتبار بسائر الأخبار المعتبرة.
وعلى المعتبر من الخبر في تأريخ ولادته عليهالسلام يكون عمره عند بعثة الرسول صلىاللهعليهوآله عشر سنين ، وعلى ما رواه الطوسي عن ابن عياش وابن غياث يكون عمره في الثانية عشرة وعلى الأكثر في الثالثة عشرة ، وعند اعلان الدعوة وتعميمها في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمره.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٢٧٠.