فقالت خديجة مبتدئة : يا (ابن) عمّاه انّك وان كنت أولى بنفسي منيّ في (الغياب) فلست أولى بي من نفسي في الشهود. قد زوّجتك يا محمّد نفسي ، والمهر عليّ في مالي ، فأمر عمّك فلينحر ناقة فليولم بها ، وادخل على أهلك.
فقال أبو طالب : اشهدوا عليها بقبولها محمّدا ، وضمانها المهر في مالها.
فقال بعض قريش : وا عجباه! المهر على النساء للرجال؟!
فغضب أبو طالب غضبا شديدا وقام على قدميه وقال : اذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلى الأثمان وأعظم المهر ، واذا كانوا أمثالكم لم يزوّجوا الّا بالمهر الغالي!
ونحر أبو طالب ناقة. ودخل رسول الله صلىاللهعليهوآله بأهله (١).
من تولّى تزويج خديجة؟!
وروى الصدوق في : (كتاب من لا يحضره الفقيه) مرسلا : أنّه لمّا تزوج النبيّ خديجة بنت خويلد خطبها أبو طالب الى أبيها ـ ومن الناس من يقول الى عمّها ـ ثمّ روى الخطبة ثمّ قال : فتزوجها ودخل بها من الغد ، فكان أوّل ما حملت ولدت عبد الله بن محمّد صلىاللهعليهوآله (٢).
__________________
وتكلّم أبو طالب وقال : قد احببت أن يشركك عمّها ، فقال عمّها : اشهدوا عليّ ـ يا معشر قريش ـ أني قد أنكحت محمّد بن عبد الله خديجة بنت خويلد ، وشهد عليّ بذلك صناديد قريش. فأمرت خديجة جواريها أن يرقصن ويضربن بالدفوف! وقالت : يا محمّد مر عمّك أبا طالب ينحر بكرة من بكراتك واطعم الناس على الباب! وهلمّ فنم القيلولة مع أهلك!.
(١) البحار ١٦ : ١٣ ، ١٤ عن فروع الكافي ٥ : ٣٧٤.
(٢) البحار عن كتاب من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٩٧ ح ٤٣٩٨ وروى الخطبة الطبرسي في اعلام الورى : ١٤٠ وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٤١ ، ٤٢ عن الجويني في السيرة