تجديد البناء الكعبة ووضع الحجر :
الحجر الصخر المنضود بعضه على بعض بلا ملاط بينهما يُسمى رَضماً ، والكعبة المعظّمة حتي تجديد بنائها قبل البعثة النبوية المباركة كانت كذلك رضماً ، فوق القامة (١) ومرّ في خبر القمي في تفسيره عن الصادق عليه السلام في بناء إبراهيم عليه السلام : أنه رفعه إلى السماء تسعة أذرع (٢) وفي «الكافي» عنه عليه السلام أيضاً قال : كانت الكعبة على عهد إبراهيم عليه السلام تسعة أذرع ولها بابان (٣).
وفي «الكافي» : كان طول الكعبة تسعة أذرع بدون سقف (٤) وفي موضوع آخر منه : أنّ بنيان إبراهيم عليه السلام كان سُمكه _ أي ارتفاعه _ تسعة أذرع ، والطول ثلاثين ذراعاً والعرض اثنين وعشرين ذراعاً (٥).
وفيه في خبر آخر : التعبير بأن حائطها كان قصيراً , وأتاهم سيل من أعلا مكة فدخل الكعبة فانصدعت ، فسُرق من الكعبة غزال من ذهب ، فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ....
وقد كان بعث ملك الروم بسفينة فيما سقوف وآلات وخشب إلى الحبشة ليُبنى له هناك بيعة (=كنيسة) فطرحتها الريح إلي ساحل العرب وبطحت فيه ، وبلغ ذلك قريشاً فخرجوا إليها فابتاعوها وما يصلح للكعبة من خشب وزينة وغير ذلك وصاروا به إلى مكة.
ثمّ هدّموا الكعبة ونحّوا حجارتها حولها حتى بلغوا القواعد التي وضعها
__________________
(١) ابن إسحاق في السيرة ١: ٢٠٥.
(٢) تفسير القمي ١ : ٦٢.
(٣) الكافي ٤ : ٢٠٧ ، الباب ٧ ، الحديث ٧.
(٤) الكافي ٤ : ٢٠٧ ، الباب ٧ ، الحديث ٨ ، وفي الفقيه ٢ : ٢٤٧ ،الباب ٦٤ ، الحديث ٢٣١٩.
(٥) الكافي ٤ : ٢١٧ ، الباب ٩ ، الحديث ١ ، وفي الفقيه ٢ : ٢٤٧ ، الباب ٦٤ ، الحديث ٢٣٢٢.