فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه ، حتى كاد أن يكون بينهم شر ، فحكّموا أول من يدخل من باب المسجد(١) باب بني شبية ، فطلع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقالوا : هذا الأمين قد جاءكم ، فحكّموه ، فبسط رداءه _ وكان كِساءً طارونياً أي خزّاً _ ووضع الحجر فيه ثمّ قال : يأتي من كل رَبع من قريش رجل. فكانوا : عتبة بن ربعة من عبد شمس ، والأسود بن المطّلب من بني أسد بن عبد العزّى ، وأبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم ، وقيس بن عدي من بني سهم ، فرفعوه ، ووضعه النبيّ في موضعه(٢) فخصّه الله به(٣) فلما بنوها كسوها وصائل الأردية(٤).
مولد فاطمة عليهاالسلام :
مرّ في خبر الصفّار عن الإمام الباقر عليهالسلام ، والصدوق في «الخصال» عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضا : أن عدّت فاطمة عليهاالسلام في آخر عداد أولاد خديجة من رسول الله صلىاللهعليهوآله. وكذلك كان في كلام كلّ من الكليني والطبرسي وابن شهرآشوب. وفي قول ابن اسحاق وابن هشام واليعقوبي والطبرسي والمسعودي.
وافتتح الكليني في «اصول الكافي» : «باب مولد فاطمة» وقبل أن يفتتح الباب وفي آخر الباب السابق حسب النسخ الموجودة من الكتاب ، أورد بسند صحيح عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : «ولدت فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله بعد مبعث
__________________
(١) الكافي ٤ : ٢١٧ ، الباب ٩ ، الحديث ٣ وفي الفقيه ٢ : ٢٤٧ ، الباب ٦٤ ، الحديث ٢٣٢٠ عن الصادق عليه السلام.
(٢) الكافي ٤ : ٢١٧ ، الباب ٩ ، الحديث ٤.
(٣) من الخبر الاسبق.
(٤) من الخبر الاسبق. والوصائل جمع الوصلة : القطعة ، والاردية جمع الرداء.