عليّ عند النبيّ صلىاللهعليهوآله :
نصّ بعض المؤرّخين أنّه بعد بناء البيت بسنة ، وقبل البعثة بالنبوة بأربع سنين كانت سنة إصابة قريش بقحط شديد كان من آثاره أن تكفّل الرسول صلىاللهعليهوآله بعيشة علي عليهالسلام عنده في داره مع أولاده (١) فقد نقل الطبرسي في «إعلام الورى» عن «دلائل النبوة» للبيهقي (ت ٥٤٨ ه) بسنده عن مجاهد بن جبر (ت ١٠١) قال : «كان ممّا أنعم الله على عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وأراد به الخير : أنّ قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للعباس عمّه ـ وكان من أيسر بني هاشم ـ : يا عباس! إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال ، وأصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق حتّى تخفّف عنه من عياله.
فانطلقا إليه وقالا له ذلك ، فقال : اتركوا لي عقيلا وخذوا من شئتم. فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا فضمّه إليه. فلم يزل عليّ مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى بعثه الله نبيّا فاتّبعه علي وآمن به وصدّقه» (٢).
__________________
(١) وقال ابن شهرآشوب في «المناقب» : ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حين تزوّج خديجة قال لعمّه أبي طالب : انّي أحب أن تدفع إليّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاءك عندي. فقال أبو طالب : خذ أيّهم شئت. فأخذ عليا عليهالسلام (المناقب ٢ : ١٨٠). ولا يمكن التسليم لظاهر هذا الخبر ، اذ كيف يمكن أن يكون النبيّ صلىاللهعليهوآله أخذه إليه «حين تزوّج خديجة» في حين أنّ عليا عليهالسلام ولد بعد ثلاثين سنة من عام الفيل ـ على المشهور ـ وهو صلىاللهعليهوآله قد تزوّج خديجة قبل ذلك بخمس سنين على المشهور أيضا! اللهم الّا أن يحمل الخبر على خلاف المشهور في ميلاد عليّ أو زواج خديجة عليهماالسلام أو المسامحة في قوله «حين تزوّج خديجة» بأكثر من سبع سنين.
(٢) إعلام الورى : ٣٨ ، ٣٩.