إليك ليتّخذك رسولا. وكان رسول الله يكتم ذلك ، فأنزل جبرئيل بماء من السماء فقال : يا محمّد قم فتوضأ ، فعلّمه الوضوء على الوجه واليدين من المرفق ، ومسح الرأس والرجلين الى الكعبين وعلّمه الركوع والسجود» (١).
ونقل ذلك ابن شهرآشوب في كتابه «المناقب» وقبل ذلك بدأ فصل المبعث ببيان درجات البعثة فقال : «ولبعثته درجات : أوّلها : الرؤيا الصادقة ، والثانية : ما رواه الشعبي ، وداود بن عامر (٢) : أنّ الله قرن جبرئيل بنبوة نبيّه ثلاث سنين يسمع حسّه ولا يرى شخصه ، ويعلّمه الشيء بعد الشيء ، ولا ينزل عليه القرآن. فكان في هذه المدّة مبشّرا غير مبعوث الى الامّة».
ويقصد بما رواه الشعبي : ما رواه ابن سعد في «الطبقات» عن الواقدي بسنده عنه قال : قرن اسرافيل بنبوة رسول الله ثلاث سنين ، يسمع حسّه ولا يرى شخصه ، ثمّ كان بعد ذلك جبرئيل عليهالسلام (٣).
ويقصد بما رواه داود عن عامر الشعبي أيضا : ما رواه عنه الطبري أيضا قال : انزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوّته اسرافيل ثلاث سنين ، فكان يعلّمه الكلمة والشيء ، ولم ينزل القرآن على لسانه. فلمّا مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبرئيل عليهالسلام. فنزل القرآن على لسانه عشر سنين بمكّة ، وعشر سنين بالمدينة (٤).
__________________
(١) «اعلام الورى» ١ : ١٠٢ ، وعنه في قصص الأنبياء : ٣١٨ ، وعنه ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٤٣. وفي آخر خبر الطبرسي : فلمّا تمّ له أربعون سنة أمره بالصلاة وعلّمه حدودها ، ولم ينزّل عليه أوقاتها فكان يصلي ركعتين ركعتين في كلّ وقت».
(٢) كذا في المناقب ١ : ٤١ والصحيح : ما رواه داود عن عامر الشعبي.
(٣) الطبقات ١ : ١٩١ والطبري ٢ : ٣٨٦ عنه.
(٤) الطبري ٢ : ٣٨٧.