ثمّ كان نبيّا رسولا :
روى الصفّار بسنده عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : من الرسول؟ من النبيّ؟ من المحدّث؟ فقال : «الرسول ... والنبيّ ... ومنهم من تجمع له الرسالة والنبوة ، فكان رسول الله رسولا نبيّا : يأتيه جبرئيل قبلا فيكلّمه ويراه ، ويأتيه في النوم» (١).
وروى الكليني بسنده عن الأحول قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الرسول؟ والنبيّ؟ والمحدّث؟ قال : الرسول ... وأمّا النبيّ ... وكان محمّد صلىاللهعليهوآله حين جمعت له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلّمه بها قبلا» (٢).
وقد مرّ ما ذكره الشيخ المفيد : «قرن اسرافيل برسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاث سنين ، يسمع الصوت ولا يرى شيئا. ثمّ قرن به جبرئيل عشرين سنة ، وذلك حيث اوحي إليه. فأقام بمكّة عشر سنين ، ثمّ هاجر الى المدينة فأقام بها عشر سنين. وقبض وهو ابن ثلاث وستين سنة» (٣).
وروى الصدوق بسنده عن محمّد بن مسلم عن الباقر عليهالسلام قال : «لقد مكث رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكّة ثلاث سنين مختفيا خائفا يترقّب ، ويخاف قومه والناس. وما أجاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أحد قبل علي بن أبي طالب وخديجة ـ صلوات الله عليهما ـ» (٤).
فأوّلا ـ كان الخوف والاختفاء حتّى عن قومه فضلا عن سائر الناس.
وثانيا ـ مع ذلك كانت الدعوة قد شملت عليا وخديجة واستجابا له ومعه.
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٧١ ط ١٣٨١ ه.
(٢) اصول الكافي ١ : ١٧٦.
(٣) الاختصاص : ١٣٠ ط الغفاري. ولا نؤكّد صحة نسبة الكتاب الى الشيخ المفيد.
(٤) اكمال الدين : ١٨٩ و ١٩٧ كما في البحار ١٨ : ١٧٧ و ١٨٨.