وأورد الحلبي في سيرته عن الدمياطي في سيرته عن أبي هريرة قال : «من صام يوم سبع وعشرين من رجب ، كتب الله تعالى له صيام ستين شهرا ، وهو اليوم الّذي نزل فيه جبرئيل على النبيّ بالرسالة ، وأوّل يوم هبط فيه جبرئيل» (١).
وان كانت النصوص من جانب العامّة تعوزهم في تعيين يوم المبعث الشريف ، فقد مرّ ما لا إعواز معه من النصوص في ذلك من طريق أئمة أهل البيت عليهمالسلام ولكن لا بد لنا ولا محيص عن الاعتراف بإعواز النصوص في كيفية بدء البعثة.
كيفية بدء البعثة :
روي أنّ الإمام الحسن العسكري عليهالسلام قال وهو يصف بعثة النبي محمّد صلىاللهعليهوآله : «... حتّى استكمل سنّ الأربعين ، ووجد الله قلبه الكريم أفضل القلوب وأجلّها ، وأطوعها وأخشعها ، فأذن لأبواب السماء ففتحت ، وأذن للملائكة فنزلوا ومحمّد صلىاللهعليهوآله ينظر الى ذلك ، فنزلت عليه الرحمة من لدن ساق العرش ، ونظر الى الروح الأمين جبرئيل المطوّق بالنور طاوس الملائكة ، هبط إليه وأخذ بضبعه وهزّه وقال : يا محمّد! اقرأ ، قال : ما أقرأ؟ قال : يا محمّد! (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(٢) ثمّ أوحى إليه ما أوحى وصعد جبرئيل الى ربه.
ونزل محمّد من الجبل وقد غشيه من عظمة الله وجلال ابّهته ما ركبه الحمّى النافضة ، وقد اشتدّ عليه ما كان يخافه من تكذيب قريش إيّاه ونسبته الى الجنون ، وقد كان أعقل خلق الله واكرم بريّته ، وكان أبغض الأشياء إليه الشياطين وأفعال
__________________
(١) السيرة الحلبية ١ : ٣٨٤ وفي آخره دعم لدعوى الشعبي.
(٢) العلق : ١ ـ ٥.