المجانين ، فأراد الله أن يشجّع قلبه ويشرح صدره ، فجعل كلما يمرّ بحجر وشجر ناداه : السلام عليك يا رسول الله» (١).
هذا الخبر هو ممّا يدل على أنّ أوّل سورة نزلت ـ أو الآيات الاولى ـ هي هذه الآيات الخمس الاول من سورة العلق ، ولكنّه الخبر الوحيد الّذي يدلّ على أنّها نزلت في بداية البعثة في اليوم ٢٧ رجب.
أوّل ما نزل من القرآن :
أمّا ما يدلّ على أنّها أوّل ما نزل : ففي تفسير القمّي عن أبي الجارود عن الباقر عليهالسلام في قوله سبحانه : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٢) قال : ذلك أنّ أوّل سورة نزلت كانت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثمّ أبطأ جبرئيل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله. فقالت خديجة : لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل إليك؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٣).
وروى الكليني بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : «أوّل ما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وآخر ما نزل عليه (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ)(٤) ورواه الصدوق أيضا (٥).
__________________
(١) التفسير المنسوب الى الإمام الحسن العسكري عليهالسلام. كما في البحار ١٨ : ٢٠٦. وقارن بما في تاريخ الطبري ٢ : ٢٩٩ ـ ٣٠٦ مما يفيد أنه شك بنفسه الجنون! وأراد أن يرى بنفسه من حالق! وشك في الملك أنه شيطان! فطمأنته خديجة وابن عمها النصراني ورقة بن نوفل! ولم ير ومثل ذلك من طرقنا. وانظر دلائل الصدق ١ : ٤١٢ ـ ٤١٤.
(٢) الضحى : ٣.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٤٢٨.
(٤) اصول الكافي ٢ : ٦٢٨.
(٥) عيون أخبار الرضا ٢ : ٦.