وقبل ذلك لنتريث قليلا في خبر علي بن ابراهيم القمّي عند ما يلفت النظر من ذكر السجود قبل الركوع ، فهل في ذلك عناية خاصّة؟
لم نقف على عناية خاصّة في ذلك حتّى عثرنا على رواية رواها ابن أبي الحديد في «شرح النهج» بسنده عن حكيم مولى زاذان قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : «صلّيت قبل الناس سبع سنين ، وكنّا نسجد ولا نركع. وأوّل صلاة ركعنا فيها صلاة العصر ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذا؟ قال : امرت به» (١).
أخبار الصلاة :
مرّ تحت عنوان «عليّ عند النبيّ» عن ابن ابي الحديد ما تمامه : «اختلف في سنّ علي عليهالسلام حين أظهر النبيّ صلىاللهعليهوآله الدعوة اذ تكامل له أربعون سنة : فالأشهر من الروايات انّه كان ابن عشر ، وذكر شيخنا أبو القاسم البلخي وغيره من شيوخنا وكثير من أصحابنا المتكلمين : أنّه كان ابن ثلاث عشرة سنة ، ثمّ ذكر خبر البلاذري والأصفهاني في ضمّ النبيّ عليّا إليه منذ كان عمره ست سنين ، ثمّ قال : وهذا يطابق قوله عليهالسلام : «لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامّة سبع سنين» وقوله : «كنت أسمع الصوت وابصر الضوء سنين سبعا ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله حينئذ صامت ما اذن له في الإنذار والتبليغ».
وذلك لأنّه اذا كان عمره يوم اظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة ، وتسليمه الى رسول الله صلىاللهعليهوآله من أبيه وهو ابن ست ، فقد صحّ أنّه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين (٢).
__________________
(١) شرح النهج ١٣ : ٢٢٩. وغفل عن هذا الراوندي والحلبي فقدّما الركوع على السجود.
(٢) شرح النهج ١ : ١٥.