وخديجة ، «ولا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ... فلا بدّ أنّ سورة الفاتحة كانت مقرونة بالبعثة» (١).
«وإن كان أوّل ما نزل من القرآن سورة العلق أو آي منها فلم سمّيت سورة الحمد بفاتحة الكتاب؟ إذ ليس المعنى : أنّها كتبت في بدء المصحف ، لأنّ هذا الترتيب شيء حصل بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله أو لا أقلّ في عهد متأخّر من حياته فرضا ، في حين أنّها كانت تسمّى بفاتحة الكتاب منذ بدايات نزولها».
وللإجابة يقول : «أمّا الآيات الخمس من سورة العلق فهي أوّل آيات نزلت ، وأمّا سورة الحمد فهي أوّل سورة كاملة نزلت ، ولذلك سمّيت بفاتحة الكتاب ، ثمّ لم ينزل من القرآن تباعا الّا بعد الفترة» (٢).
هذا ، وقد مرّ الخبر الطبرسي في «مجمع البيان» عن علي عليه السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله «أن أول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثمّ اقرأ باسم ربك». (٣)
فترة الوحي :
في تفسير القمّي عن أبي الجارود عن الباقر عليهالسلام في قوله سبحانه : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) قال : ذلك أنّ أوّل سورة نزلت كانت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ثمّ أبطأ جبرئيل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت خديجة : لعلّ ربّك قد تركك فلا يرسل إليك؟ فأنزل الله تبارك وتعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٤).
__________________
(١) التمهيد ١ : ٩٦.
(٢) التمهيد ١ : ٨٠ ـ ٨٣.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٤٠٥.
(٤) تفسير القميّ ٢ : ٤٢٨.