وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً)(١) قال في «المجمع» : قيل : نزلت في صناديد قريش والمستهزئين (٢) وأ ليس من الإعلان الآيات التالية في السورة : (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) ... (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) ... (إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)(٣).
ورابعة السور ـ «المدّثّر» :
وفيها الآيات بشأن الوليد بن المغيرة المخزومي ، وقد مرّ خبره مع المستهزئين. وقد مرّ قبل خبر جابر بن عبد الله الأنصاري عن الرسول صلىاللهعليهوآله أنّها أوّل سورة نزلت عليه بعد الفترة بعد حراء ، وعليه تكون ثانية السور لا الرابعة ، ويمكن الجمع بينهما بمثل الكلام في سورة العلق ، بأنّ ما نزل ثانيا بعد الفترة هي حتّى الآية العاشرة ، أي الى ما قبل ما يتعلق بالوليد ، ثمّ نزل باقيها ـ بعد المزّمّل ـ رابعا.
وبهذا الصدد قال العلّامة الطباطبائي «والسورة مكيّة من العتائق النازلة في أوائل البعثة وظهور الدعوة» لكنّه قال بعد هذا : واحتمل بعضهم أن تكون السورة أوّل ما نزل على النبي صلىاللهعليهوآله عند الأمر بإعلان الدعوة بعد إخفائها مدّة في أوّل البعثة. ثمّ قال «وهذا لا يتعدّى طور الاحتمال» (٤) فما معنى قوله «في أوائل البعثة وظهور الدعوة»؟ أمّا أن تكون هي أوّل سورة نزلت من القرآن فقد قال : يكذّبه نفس آيات السورة الصريحة في سبق قراءته القرآن على القوم وتكذيبهم به وإعراضهم عنه ورميهم له بأنّه «سحر يؤثر» (٥) ويصدق مثل ذلك في سابقتيه المزمّل
__________________
(١) المزمّل : ١٠ ، ١١.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٥٧٣.
(٣) المزمل : ١٥ ـ ١٩.
(٤) الميزان ٢٠ : ٧٩.
(٥) الميزان ٢٠ : ٧٩.