وروى الحميري في «قرب الاسناد» بسنده عن الكاظم عليه السلام في معجزاته صلّى الله عليه وآله أنّه : حين نزلت سورة تبّت أتته اُمّ جميل امرأة أبي لهب ومعه صلّى الله عليه وآله أبوبكر ، فقال له : يا رسول الله ، هذه اُمّ جميل تريدك وهي مُحفظة ـ أي مغضبة ـ ومعها حجر تريد أن ترميك به! فقال له : إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر : أين صاحبك؟ قال ك حيث شاء الله ... ثمّ قال أبوبكر لرسول الله : يا رسول الله لم ترك؟ قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجاباً (١).
السورة الثامنة ـ «الأعلى» (٢) :
وروى العياشي في تفسيره عن عقبة بن عامر الجهني قال : لمّا نزلت (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اجعلوها في سجودكم.
ورواه أيضا في «الدر المنثور» عن أحمد وأبي داود وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن عقبة عنه صلىاللهعليهوآله (٣).
وتمام الخبر : ولمّا نزل : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)(٤) قال صلىاللهعليهوآله : اجعلوها في ركوعكم. والواقعة هي السورة السادسة والأربعون ، وهذا يدلّ على ما مرّ عن أنّ الصلاة كانت في اوائل تشريعها بسجود بلا ركوع ، ثمّ شرّع الركوع بعد ذلك (٥).
ومرّ عن ابن شهرآشوب في «المناقب» عن تفسير القطّان عن ابن مسعود :
__________________
(١) قرب الاسناد : ٢٥٦ ، الحديث ١٢٤٦.
(٢) السر في عدم ذكرنا لبعض السور هو عدم اشتمالها على الآيات ذات الإشارة الى الحوادث التأريخية.
(٣) الميزان ٢٠ : ٢٧٠.
(٤) الواقعة : ٧٤.
(٥) صفحة : ٣٨٥.