أوصاف الخيول المغيرات صباحاً بالمدينة ، إذ لم يكن للمسلمين خيل بمكة. ومع كل ذلك نقل عن ابن عباس كونها مكية (١)! فعكس الطبرسي عن ابن عباس وقتادة (٢) ثمّ روى عن الصادق عليه السلام مدنيّتها وكذا عن عطاء وعكرمة والحسن ومجاهد والربيع ما يفيد مدنيّتها (٣) وكذا في تاريخه عن بعض أهل السير (٤)!
إلّا أنّه في تفسيره روى عن عطاء عن ابن عباس خبراً في ترتيب نزول السور فعدّ العاديات مكيّة ، وآخر عن عكرمة والحسن البصري كذلك ، وفي ثالث عن سعيد بن المسيب عن علي عليه السلام (كذا) كذلك (٥) والراونية روى مدنيّتها (٦) وكذا الساروي الحلبي عن مقاتل والزجاج ووكيع والسدّي والثوري وأبي صالح عن ابن عباس ، وعن اُم سلمة (٧). وكذا القرطبي في تفسيره عن أنس بن مالك وابن عباس وتلميذه قتادة (٨) وقال ابن حجر : باسناد صحيح عن ابن عباس قال : ما ضبحت دابة إلّا فرس أو كلبس (٩) فهو يصرّ على أن الضبح إنما هو للخيل ، ولم يكن بمكة قتال حتى تعدو الخيل ضبحاً وتُغير صبحاً فتثير نقعاً وتوري قدحاً! وعليه فمنطوق السورة يأبى كونها مكية بل هي مدنية ، نزلت سنة ثمان للهجرة في جمادي الثانية (١٠). وعليه فنحن نستثنيها من الخبر المعتمد ونؤجل برها إلى حوادث الثامنة للهجرة (١١).
السورة الخامسة عشرة ـ «الكوثر» :
قال القمّي في تفسير الكوثر : نهر في الجنة ، أعطاه الله محمّدا عوضا عن ابنه
__________________
(١) التبيان ١ : ٣٩٥ ، ٣٩٦.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٨٠١.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٨٠٢ ، ٨٠٣.
(٤) إعلام الورى ١ : ٣٨٣.
(٥) مجمع البيان ١٠ : ٦١٢ ، ٦١٣.
(٦) الخرائج والجرائح ١ : ١٦٨.
(٧) مناقب آل ابي طالب ٣ : ١٦٦ و ١٦٧.
(٨) تفسير القرطبي ، سورة العاديات.
(٩) فتح الباري ١٠ : ٣٥٧.
(١٠) الطبقات لابن سعد ق ١ ج ٢ : ٩٤. وانظر : عليّ امام البررة ٣ : ١٢٩ ـ ١٨٠ للخرسان.
(١١) في المجلد الثالث : ١٦٠ : سرية وادي الرمل.