ولا ننسى هنا ما كان من معاوية وبني أميّة وبني مروان وقريش عموما من العداء للأنصار ، ممّا يدفعهم الى أن يعطفوا ما كان من الذم القرآني عليهم الى من سواهم ولا سيما الأنصار وفيهم الأوتار.
السورة السابعة عشرة ـ «الماعون» :
روى الطبرسي عن ابن جريج قال : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، كان ينحر في كلّ اسبوع جزورين ، فأتاه يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصاه. وعن السدّي ومقاتل بن حيّان قالا : نزلت في الوليد بن المغيرة. وعن الكلبي قال : نزلت في العاص بن وائل السهمي. وعن عطاء عن ابن عباس قال : نزلت في رجل من المنافقين (٢) وأظن هنا في عطاء أنّه قد ناله في هذا القول عطاء بني أميّة أو أصابه سهم من سهام وزرائهم من بني سهم ، ليعطف عنهم ذمّا قرآنيا مكّيّا الى رجل من المنافقين في المدينة.
وفي السورة آية : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) ممّا يشير الى وجود مصلّين وفيهم مراءون ، فهل يتفق هذا وقول ابن اسحاق : أنّهم قبل اعلان الدعوة كانوا اذا أرادوا الصلاة ذهبوا الى شعاب مكّة فاستخفّوا بصلاتهم فيها؟ فمن كان يرائي لمن؟
السورة الثامنة عشرة ـ «الكافرون» :
__________________
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٨٣٤.