فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ)(١). وعليه فهذه هي بداية أذية المشركين للرسول والمسلمين ، وهي تقتضي الإعلان لا الكتمان. وكأن أذى أبي لهب وزوجته للرسول من قبل كان خاصّا به وبهما فاختصت السورة بهما.
السورتان العشرون والواحدة والعشرون ـ «المعوّذتان» :
قال القمي : حدثني أبي ، عن بكر بن محمّد ، عن الصادق عليهالسلام قال : كان سبب نزول المعوّذتين أنّه وعك رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزل جبرئيل بهاتين السورتين فعوّذه بهما (٢).
وروى الطبرسي عنه عليهالسلام قال : جاء جبرئيل الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو شاك ، فرقاه بالمعوّذتين و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وقال : باسم الله ارقيك ، والله يشفيك من كل داء يؤذيك ، خذها فلتهنيك (٣).
وروى عن أبيه الباقر عليهالسلام قال : انّ رسول الله اشتكى شكوى شديدة ووجع وجعا شديدا ، فأتاه جبرئيل وميكائيل ، فقعد جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، فعوّذه جبرئيل ب (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، وعوّذه ميكائيل ب (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)(٤).
وعن كتاب «طب الأئمة» عن الصادق عليهالسلام : أنّ جبرئيل أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال له : إنّ فلانا اليهودي سحرك ، ووصف له السحر وموضعه ، فبعث النبيّ صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام حتّى أتى القليب فبحث عنه فلم يجده ، ثمّ اجتهد في طلبه حتّى وجده فأتى به النبيّ صلىاللهعليهوآله واذا هو حقة فيها قطعة كرب نخل ، في جوفه وتر عليها احدى عشرة
__________________
(١) الطبري ٣٠ : ٣٣٧.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٤٥٠.
(٣ و ٤) مجمع البيان ١٠ : ٨٦٧.