السورة الخامسة والعشرون ـ «القدر» :
فهي أوّل سورة وآيات ذكر فيها «ليلة القدر» وأنّها سلام حتّى مطلع الفجر بل خير من ألف شهر ، وأن الملائكة والروح تنزّل فيها بإذن ربّهم من كلّ أمر ، وقد نزلت فيها بالقرآن على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والنازل منه اذ ذاك هذه الخمس والعشرون سورة.
السورة التاسعة والعشرون ـ «قريش» :
وليس قبلها الفيل ولا في رواية ، فلا مجال للقول بتعلق اللام في بداية هذه السورة : «لإيلاف قريش» بكيفية هلاك أصحاب الفيل ، فضلا عن القول بوحدة السورتين ، بل المترجح المتعيّن ما نقله الطبرسي في «مجمع البيان» عن الخليل وسيبويه : أنّ «لإيلاف» يتعلق ب «فليعبدوا» أي : ليجعلوا عبادتهم شكرا لنعمة ايلافهم واعترافا بها (١).
السورة الثانية والثلاثون ـ «الهمزة» :
روى الطبرسي عن مقاتل قال : نزلت في الوليد بن المغيرة ، وكان يغتاب النبيّ من ورائه ويطعن عليه في وجهه. وهذا يوافق قول قتادة وسعيد بن جبير في معنى الهمزة وبأنّه المغتاب ، واللّمزة بأنّه الطعان. وقال ابن عباس والحسن وأبو العالية وعطاء بن أبي رباح بالعكس أي أنّ الهمزة هو الّذي يطعن في الوجه بالعيب ، واللمزة الّذي يغتاب عند الغيبة (٢). وعلى أي حال فالسورة ـ على هذا ـ من أوّل ما نزل في ذم الوليد وتقريعه لما كان يناله من النبيّ صلىاللهعليهوآله قبل ما أصابه وسائر أصحابه من المستهزئين. عن ابن اسحاق : أنّها نزلت في اميّة بن خلف الجمحي ،
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٨٢٩ ، وانظر رد الطباطبائي لأخبار وحدة السورتين ٢٠ : ٣٦٤.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٨١٨.