في دين محمّد ... وكان كاذبا لم ينفق ما قاله ، فقال الله سبحانه : أيظن أن الله تعالى لم ير ذلك فعل أو لم يفعل أنفق أو لم ينفق.
وقيل : هو أبو الأسد بن كلدة الجمحي ، وكان قويا شديد الخلق بحيث كان يجلس على أديم عكاظي فتجره العشرة من تحته فيتقطع ولا يبرح من مكانه ، وكان قد انفق مالا كثيرا في عداوة النبيّ صلىاللهعليهوآله : فأخبر الله عن مقالته (يَقُولُ : أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) يفتخر بذلك (١).
السورة السابعة والثلاثون ـ «القمر» :
روى القميّ في تفسيره بسنده عن الامام الصادق عليهالسلام قال : اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشر من ذي الحجة ، فقالوا للنبيّ : ما من نبيّ الّا وله آية ، فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبيّ : ما الّذي تريدون؟ فقالوا : ألم يكن لك عند ربك قدر؟! فأمر القمر أن ينقطع قطعتين!
فهبط جبرئيل وقال : يا محمّد انّ الله يقرؤك السلام ويقول لك : انّي قد أمرت كلّ شيء بطاعتك. فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين! فانقطع قطعتين! فسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله شكرا لله ... ثمّ رفع النبيّ رأسه ورفعوا رءوسهم ثمّ قالوا : يعود كما كان؟ فعاد كما كان؟ ثمّ قالوا : ينشق رأسه! فأمره فانشق. فسجد النبيّ شكرا لله ...
فقالوا : يا محمّد حين يقدم مسافرونا من الشام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه الليلة؟ فإن يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنّه من ربك ، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنّه سحر سحرتنا به! فأنزل الله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) الى آخر السورة (٢).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٧٤٨.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٤١.