الّتي قدموا فيها وقالوا : هذه ثيابنا الّتي نريد أن نتطهر الى ربنا عمّا فيها من الذنوب والخطايا فمن يعيرنا مئزرا ، فان لم يجدوا طافوا عراة ، فاذا فرغوا من طوافهم اخذوا ثيابهم الّتي كانوا قد وضعوها.
وفيه بسنده عن سعيد بن جبير قال : كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون : لا نطوف في ثياب اذنبنا فيها. فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت وهي واضعة يدها على قبلها وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله |
|
فما بدا منه فلا احلّه |
فنزلت هذه الآية : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(١).
وفي السورة قوله سبحانه : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٢).
وروى الطبرسي في «مجمع البيان» عن أبي جعفر الامام الباقر عليهالسلام والزهري ومجاهد عن سعيد بن المسيّب وسعيد بن جبير عن ابن مسعود وابن عباس قالا : كان المسلمون يتكلّمون في صلاتهم ويسلّم بعضهم على بعض ، واذا دخل داخل فقال لهم : كم صليتم أجابوه. فنهوا عن ذلك وامروا بالاستماع (٣).
السورة الحادية والأربعون ـ «يس» :
(يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) فهو من الأنبياء المرسلين ، وظاهر الخطاب بل صريحه فعليته العامّة لا شأنيته بالقوّة ، ولا الفعلية السريّة أو الخاصة ، بل (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٧٥ ، سورة الأعراف.
(٢) الأعراف : ٢٠٤.
(٣) مجمع البيان ٤ : ٧٩١.