ومحمّد بن كعب القرظي أنّها نزلت في [رسول الله] وعلي بن أبي طالب والحمزة بن عبد المطّلب [وعمّار بن ياسر] وفي أبي جهل [والوليد بن المغيرة] ثمّ قال : والأولى أن يكون عامّا فيمن يكون بهذه الصفة (١).
السورة الخمسون ـ «الإسراء» :
وقد سبق القول عن المعراج في «سورة النجم» وكانت السورة الثالثة والعشرين ، وكان الحديث فيها مع المشركين قبل هذه.
وفيها قوله سبحانه : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً)(٢) روى الطبرسي عن الزجاج والجبّائي قالا : نزلت في قوم كانوا اذا صلّى النبيّ صلىاللهعليهوآله وتلا القرآن عند الكعبة ليلا يرمونه بالحجارة ويمنعونه عن دعاء الناس الى الدين. وقال الكلبي : هم أبو سفيان وأبو جهل وامرأة أبي لهب والنضر بن الحرث ، حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءته للقرآن ، فكانوا يأتونه ويمرّون به ولا يرونه ، حال الله بينه وبينهم حتّى لا يؤذوه (٣).
وبعدها قوله سبحانه : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(٤) قال الطبرسي قيل : يعني به أبا جهل وزمعة بن الأسود وعمرو بن هشام وحويطب بن عبد العزّى ، اجتمعوا وتشاوروا في أمر النبيّ ، فقال أبو جهل : هو مجنون ، وقال زمعة : هو شاعر ، وقال حويطب : هو كاهن. ثمّ أتوا الوليد بن المغيرة وعرضوا ذلك عليه فقال : هو ساحر (٥).
__________________
(١) مجمع البيان ٧ : ٤٠٨.
(٢) الإسراء : ٤٥.
(٣) مجمع البيان ٧ : ٦٤٥.
(٤) الإسراء : ٤٧.
(٥) مجمع البيان ٧ : ٦٤٦.