تأريخ يوم الدار :
أمّا تأريخ انذار يوم الدار فهو يتبع تأريخ الإسراء والمعراج الثاني قبله بمدة تسع وتتناسب لنزول سورتي : النمل ٤٨ وآياتها ٩٢ والقصص ٤٩ وآياتها ٨٨. فلو قلنا بكون المعراج الثاني في السنة الخامسة أو الثالثة ، فلو كان في الربيع الأوّل منها وهو الشهر الثامن منها كان من الممكن أن يكون الانذار في أوائلها أواخر شهر رجب أو شعبان أو رمضان منها ، أما لو كان المعراج في شهر رمضان اقتضى أن يكون الانذار في أوائل السنة السابقة : الرابعة أو الثانية من الرسالة.
ويكون عمر علي عليهالسلام يومئذ ـ على أنّ ميلاده بعد عام الفيل بثلاثين سنة ـ في السنة الثانية من الرسالة : خمس عشرة سنة ، وفي السنة الرابعة منها : ست عشرة سنة.
وحيث جرّنا البحث عن المرحلة السرّية والعلنية الى ملاحظة سير الحوادث بعد البعثة والتنزيل من خلال الآيات الكريمة حتّى آخر السورة الرابعة والخمسين ، سورة الحجر ، فلا بأس بأن نستمر على هذه الطريقة لنلاحظ سير الحوادث من خلال نزول التنزيل.
السورة الخامسة والخمسون ـ «الأنعام» :
الّتي نزلت جملة واحدة كما في خبر أبي بن كعب عن النبيّ صلىاللهعليهوآله كما في «مجمع البيان» (١). وخبر العياشي عن الامام الصادق عليهالسلام (٢) والقميّ عن الرضا عليهالسلام (٣) وفيها قوله سبحانه : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٤٢١ وعن عكرمة وقتادة.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٥٣.
(٣) تفسير القمّي ١ : ١٩٣.