السورة السابعة والخمسون ـ «لقمان» :
وفيها قوله سبحانه : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(١)
في تفسير القميّ : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر الامام الباقر عليهالسلام قال : هو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ، وكان راويا لأحاديث الناس وأشعارهم (٢). ولعلّه هو الرجل الّذي روى فيه الكليني في «اصول الكافي» بسنده عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل ، فقال : ما هذا؟ فقيل : علّامة ، فقال : وما العلّامة؟ فقالوا له : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار العربية. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : ذاك علم لا يضرّ من جهله ، ولا ينفع من علمه ، ثمّ قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّما العلم ثلاثة : آية محكمة ، أو فريضة عادلة ، أو سنة قائمة ، وما خلاهنّ فهو فضل (٣).
وروى الخبر الأوّل الطبرسي عن الكلبي قال : نزل قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) في النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ، كان يتّجر فيخرج الى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيحدّث بها قريشا ويقول لهم : انّ محمّدا يحدّثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا احدّثكم بحديث رستم واسفنديار وأخبار الأكاسرة. فيتركون استماع القرآن ليستمعوا الى حديثه (٤)
__________________
(١) لقمان : ٦ ، ٧.
(٢) تفسير القميّ ٢ : ١٦١.
(٣) اصول الكافي ١ : ٣٢.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٩٠ وروى الخبر عن ابن عبّاس في التفسير المنسوب إليه : تنوير المقباس : ٣٤٤. ورواه ابن اسحاق في سيرته ١ : ٣٢١. ورواه الواحدي في أسباب النزول عن مقاتل والكلبي : ٢٨٧ ط الجميلي. السيوطي عنه في الدر المنثور سورة لقمان.