وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وقد علمت ما كسبت اليوم فما ذا اكسب غدا؟ ومتى تقوم الساعة؟ فنزلت هذه الآية (١).
السورة الستون ـ «الزمر» :
ويظهر من خلال آيات السورة أن المشركين من قومه صلىاللهعليهوآله سألوه أن ينصرف عمّا هو عليه من التوحيد والدعوة إليه والتعرض لآلهتهم ، وخوّفوه بآلهتهم ، فنزلت السورة ... تؤكد الأمر بأن يخلص دينه لله سبحانه ولا يعبأ بآلهتهم وأن يعلمهم أنّه مأمور بالتوحيد واخلاص الدين ... وذكرت المشركين وأنذرتهم بما سيلحقهم من الخسران وعذاب الآخرة مضافا الى ما يصيبهم في الدنيا ، ولعذاب الآخرة أكبر ... ووصفت المؤمنين بأجمل أوصافهم وبشّرتهم بما سيثيبهم الله في الآخرة مرة بعد مرّة» (٢).
ومنها قوله سبحانه : (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣) قال الطباطبائي : هذا حث وترغيب لهم في الهجرة من مكّة ، إذ كان التوقف فيها صعبا على المؤمنين بالنبيّ ، والمشركون يزيدون كل يوم في التشديد عليهم وفتنتهم ... والّذي ينطبق على مورد الآية هو الصبر على مصائب الدنيا وخاصة ما يصيب من جهة أهل الكفر والفسوق من آمن بالله وأخلص له دينه واتقاه (٤) ولم ينسبه الى أحد. والظاهر أنّه أخذه من الطبرسي قال : هذا حث لهم على الهجرة من مكّة ، عن ابن عبّاس ، أي لا عذر لأحد في ترك طاعة الله ، فان لم يتمكن منها في أرض
__________________
(١) أسباب النزول : ٢٨٩ ورواه السيوطي في الدر المنثور عن عكرمة ، وسمّي الرجل : الورّاث.
(٢) الميزان ١٧ : ٢٣١ ، ٢٣٢.
(٣) الزمر : ١٠.
(٤) الميزان ١٧ : ٢٤٤.