وفد قريش الى النجاشي :
قال علي بن ابراهيم القمي في تفسيره : لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله وأصحابه الّذين آمنوا به بمكّة قبل الهجرة ، أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يخرجوا الى الحبشة ، وأمر جعفر بن أبي طالب أن يخرج معهم.
فخرج جعفر ، ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتّى ركبوا البحر.
__________________
النجاشي ، وتجهيزه المسلمين من الحبشة إليه الى المدينة ، وكتاب النبيّ صلىاللهعليهوآله خلو منهما بروايتيه ، وقد مرّ تقريب أن يكون ذلك برسالة شفوية مع حامل الكتاب عمرو بن اميّة الضّمري ، ولم يرو كتاب آخر في ذلك ، ومن المستعبد ذلك أيضا.
وتفرّد من بين المصادر مصدران نقلا جوابين آخرين للنجاشي على كتابين آخرين للنبيّ صلىاللهعليهوآله في الأمرين ، هما «سواطع الأنوار» و «الطراز المنقوش» : أنّ النجاشي كتب إليه في جواب كتابه في تزويج أمّ حبيبة :
«بسم الله الرّحمن الرّحيم ، الى محمّد ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ من النجاشي أصحمة (كذا) سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد ؛ فإنّي قد زوّجتك امرأة من قومك وعلى دينك ، وهي السيدة أمّ حبيبة بنت أبي سفيان ، وأهديتك هدية جامعة : قميصا وسراويل وعطافا وخفّين ساذجين. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».
وكتب إليه صلىاللهعليهوآله في جواب كتابه صلىاللهعليهوآله في تجهيز المسلمين الى المدينة :
«بسم الله الرّحمن الرّحيم ، الى محمّد ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ من النجاشي أصحمة (كذا) سلام عليك يا رسول الله من الله ورحمة الله وبركاته ، لا إله الّا الّذي هداني للإسلام ، أمّا بعد فقد ارسلت إليك ـ يا رسول الله ـ من كان عندي من أصحابك المهاجرين من مكّة الى بلادي ، وها أنا ارسلت إليك ابني اريجا (كذا) في ستين رجلا من أهل الحبشة ، وان شئت أتيتك بنفسي فعلت يا رسول الله ، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حق ، والسلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته» كما في الوثائق السياسية : ٤٨ عن الباب الأوّل من الطراز المنقوش وسواطع الأنوار : ٨١.