يا محمّد اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر الى المدينة فليس لك اليوم بمكّة ناصر (١).
وعليه فان بدء حصار الشعب كان متزامنا أو متقاربا مع بداية الهجرة الى الحبشة ، في شهر رجب من السنة الخامسة من مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) وبما أن بعثته كانت في شهر رجب على مذهب أهل البيت عليهمالسلام كما مرّت أخباره ، فذلك يعني أن هجرة الحبشة كانت في نهاية السنة الخامسة وبداية السادسة. وعلى قول ابن شهرآشوب : فلمّا توفي ابو طالب خرج النبي صلىاللهعليهوآله الى الطائف وأقام فيه شهرا ثمّ انصرف الى مكّة ومكث بها سنة وستة أشهر في جوار المطعم بن عدي (١) فالمجموع اكثر من عشر سنين بعد البعثة. ولذلك فنحن ننتقل هنا الى حديث شعب أبي طالب رضى الله عنه.
حديث شعب أبي طالب رضى الله عنه :
روى نصر بن مزاحم المنقري (م ٢١٢ هـ) بسنده عن أبي روق الهمداني عن ورقة لابن عمر الارحبي في إمارة الحجّاج بن يوسف الثقفي : أنّ علياً عليه السلام كتب إلى معاوية في جواب كتاب منه إليه مع أبي مسلم الخولاني الشامي كتاباً جاء فيه :
«فأراد قومنا قتل نبيّنا واجتياح أصلنا ، وهمّوا بنا الهموم وفعلوا بنا
__________________
(١) تفسير العياشي ١ : ٢٥٧.
(٢) مجمع البيان ٣ : ٣٦٠ والمنتقى للكازروني : ٤٤ كما في البحار ١٨ : ٤٢٢.
(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ١٧٣.
(٤) في معجم معالم مكة التاريخية للبلادي : أن اسمه اليوم شعب علي ، وهو محل منازل بني هاشم من قبل النبوة ، وفيه مولد الرسول صلّى الله عليه وآله وفي موضعه مكتبة مكة المكرمة ، وازيل ما عداها سنة (١٤١٠ هـ) وحال بعض أهل الخير دون هدمها لتكون متحفاً ، فوق المسجد الحرام بثلاثمائة متر تقريباً عن يسارها أبو قبيس وعن يمينها الخنادم وبين يديها وسوق الليل في شارع الغزة. وراجع مجلة ميقات الحج ع ٥ : ٢٢١.