السورة التاسعة والستون ـ «الكهف» :
وروى القمّي في تفسيره بسنده عن الامام الصادق عليهالسلام قال :
كان سبب نزولها (يعني الكهف) : أن قريشا بعثوا ثلاثة نفر الى نجران : النضر بن الحارث بن كلدة ، وعقبة بن أبي معيط ، والعاص بن وائل السهمي ليتعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسألونها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فخرجوا الى نجران الى علماء اليهود فسألوهم فقالوا :
سلوه عن ثلاث مسائل ، فان أجابكم فيها على ما عندنا فهو صادق ، ثمّ سلوه عن مسألة واحدة فان ادعى علمها فهو كاذب. قالوا : وما هذه المسائل؟ قالوا : سلوه عن فتية كانوا في الزمن الأول فخرجوا وغابوا وناموا وكم بقوا في نومهم حتّى انتبهوا؟ وكم كان عددهم؟ وأيّ شيء كان معهم من غيرهم؟ وما كان قصّتهم؟
واسألوه عن موسى حين أمره الله أن يتّبع العالم ويتعلم منه ، من هو؟ وكيف تبعه؟ وما كانت قصّته معه؟
واسألوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتّى بلغ سدّ يأجوج ومأجوج ، من هو؟ وكيف كانت قصّته؟
ثمّ أملوا عليهم أخبار هذه الثلاث مسائل وقالوا لهم : إن أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق ، وان أخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه.
قالوا : فما المسألة الرابعة؟ قالوا : سلوه متى تقوم الساعة؟ فان ادعى علمها فهو كاذب ، فان قيام الساعة لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى.
فرجعوا الى مكّة واجتمعوا الى أبي طالب رضى الله عنه فقالوا : يا أبا طالب! انّ ابن أخيك يزعم أنّ خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا أنّه صادق ، وان لم يجبنا علمنا أنّه كاذب.
فقال أبو طالب : سلوه عمّا بدا لكم ، فسألوه عن الثلاث مسائل.