فقال : والله مالي أن أتركك ، ثمّ أخذ بخطام البعير فانطلق بي ، فكان إذا بلغ المنزل ينيخ بي ثم يتأخّر عني حتى أنزل فإذا نزلت كان يأتي فيأخذ بعيري فيحطّ عنه ثمّ يقيده بشجرة ، ثمّ يتنحّى عني إلى شجرة اُخرى فيضطجع تحتها. فإذا دنى الرواح يقوم إلى بعيري فيقدمه ثمّ يتأخّر عنّي ويقول : اركبي فإذا ركبت يأتي فيأخذ بخطامه فيقوده ، وهكذا حتى اذا نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقُباء قال : زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله. ثمّ انصرف راجعاً إلى مكة (١).
صحيفة المقاطعة الظالمة :
ومنها قوله سبحانه : (ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن إنَّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) (٢).
ذكر ابن شهر آشوب في «المناقب» عن «شرف المصطفى» للخرگوشي : أن الآية : (ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن) نزلت على النبي صلّى الله عليه وآله في أواخر أيام الحصار في شعب أبي طالب ، فقال صلّى الله عليه وآله : كيف ادعوهم وقد صالحوا على تركي الدعوة؟ فنزل جبرئيل فأخبر النبيَّ : أنّ الله بعث على صحيفتهم الأرضة ، فلحستها (٣).
وروى قبله القطب الراوندي في قصص الانبياء : أنّه لما أتى على رسول الله صلّى الله عليه وآله في الشعب أربع سنين ، بعث الله على صحيفتهم القاطعة دابّة الأرض
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ١١٢ ـ ١١٣ بتصرف في الالفاظ.
(٢) النحل : ١٢٥.
(٣) مناقب آل أبي طالب ١ : ٦٥.