ووضعها في الحال الحاضر : عقائديّا وعلميّا وادبيّا واجتماعيّا ، حسب اختلاف الأحداث عمقا وشمولا. ولا ينفي ترتّب هذا الأثر البارز أن يكون الحدث التأريخي قد مرّ على تأريخه أكثر من ألف عام.
قلنا : إنّ المسلمين اهتموا بتدوين تأريخهم ما لا نراه لغيرهم ، وإنّه بالرغم ممّا ذكر فهو أثرى تأريخ أمّة مطلقا. ولكنّ هذا لا يعني أنّ تدوينه لم يتأثّر بالأهواء السياسية ومختلف العصبيات المذهبية وغيرها ، ممّا أدخل فيه الأباطيل والموضوعات. الأمر الّذي فرض علينا أن نتّخذ من المبادئ القرآنية والإسلامية ، وشخصية الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله ، مقياسا لتقييم كثير من النصوص والحكم عليها من خلال انسجامها مع كلّ ذلك ، وهكذا بالنسبة إلى كلّ شخصية من إمام معصوم وغيره حصلنا منه على علم عام بسيرته وأخلاقه ، مستعينين بالكثير من أدوات البحث الاخرى الّتي توفّرها الممارسة الطويلة في هذا الموضوع ، كتناقض النصوص ، أو التوصل إلى عدم إمكان وقوع ذلك الحدث في تلك الفترة الزمنية أو بالنسبة إلى الشخصية المنسوب إليها.
بحث الأسناد :
إنّ هذه الحالة ـ حالة عدم الأمانة التامة ـ لا تدعنا نعتمد على الأسانيد لتكون ميزانا نهائيا ومقياسا مطلقا في موضوع التأريخ ، إذ إنّ ذلك يعني أن نحصر أنفسنا في حصار نصوص يسيرة تكاد لا تفي حتّى بالفهرسة الإجمالية لسيرة الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله ومجمل تأريخ صدر الإسلام ، ويعني أن نفقد الكثير من النصوص الصحيحة الّتي لم تحتفظ بسند فيه أدنى شرائط القبول ، وسوف يفقد الناقد حريّة حركته بين النصوص للاستنتاج.
إذن ، فلا يمكن ملاحظة شروط الأسناد إلّا بالنسبة لما روي عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، أمّا في خصوص النصوص التأريخية فإنّه لا يتيسر ملاحظة ذلك ، ذلك