حصار الشعب ، وقد مرّ أن مختار مؤرّخينا الطبرسي والراوندي وابن شهرآشوب أن مدة الحصار كانت أربع سنين (١) فمن الطريف أن لازم ذلك أن ستين سورة الى سورة الزمر نزلت في مدة خمس سنين ، ولكن في مدة أربع سنين اخرى كان فيها الرسول في حصار الشعب معه بعض المسلمين من بني هاشم وبني عبد المطّلب. والمستضعفون من المسلمين الثمانين في هجرة الحبشة ، وآخرون منهم في مكّة في جوار أو حلف أو استضعاف معزولون عن الرسول الّا في أيام المواسم ، لم ينزل من القرآن سوى عشر سور تقريبا. وتبقى من السور المكّية ست عشرة سورة تتناسب أن تكون قد نزلت في مدة سنة وستة أشهر مكث فيها النبيّ في مكّة بعد وفاة أبي طالب وهجرة الطائف في قول ابن شهرآشوب (٢) حسب كيفية النزول قبل حصار الشعب.
وفاة أبي طالب وخديجة :
روى العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيّب عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة. فلمّا فقدهما رسول الله صلىاللهعليهوآله سئم المقام بمكّة ودخله حزن شديد ، وأشفق على نفسه من كفّار قريش ، فشكى الى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله إليه : يا محمّد اخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر الى المدينة فليس لك اليوم بمكّة ناصر (٣).
__________________
(١) إعلام الورى : ٥٠ وقصص الأنبياء : ٣٣٩ والخرائج والجرائح ١ : ١٤٢ الحديث ٢٣٠. ومناقب آل أبي طالب ١ : ٦٥. وفي مروج الذهب ٢ : ٢٩٤.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٧٣ ط قم.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٢٥٧.