السورة الثالثة والسبعون ـ «الأنبياء» :
وفيها قوله سبحانه : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ)(١).
قال الطبرسي في «مجمع البيان» قالوا : لما نزلت هذه الآية أتى عبد الله بن الزّبعرى رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمّد ، ألست تزعم أن عزيرا رجل صالح؟ وأنّ عيسى رجل صالح ، وأنّ مريم امرأة صالحة؟ قال : بلى ، قال : فان هؤلاء يعبدون من دون الله ، فهم في النار؟! فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)(٢).
بينما في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : لمّا نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكّة وجدا شديدا ، فدخل عليهم عبد الله بن الزّبعرى وكفار قريش يخوضون في هذه الآية ، فقال ابن الزبعري : أمحمّد تكلم بهذه الآية؟ قالوا : نعم ، قال ابن الزّبعرى : ان اعترف بها لأخصمنّه! فجمع بينهما (كذا) فقال : يا محمّد ، أرأيت الآية الّتي قرأت آنفا أفينا وفي آلهتنا أم في الامم الماضية وآلهتهم؟ قال : بل فيكم وفي آلهتكم وفي الامم الماضية الّا من استثنى الله. فقال ابن الزّبعرى : خاصمتك والله ، ألست تثني على عيسى خيرا؟ وقد عرفت أن النصارى يعبدون عيسى وامّه ، وإن طائفة من الناس يعبدون الملائكة أفليس هؤلاء مع الآلهة في النار؟ فقال رسول الله : لا ، فضحكت قريش وضحك ، وقالت قريش : خصمك ابن الزبعرى! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قلتم الباطل ، أما قلت : الّا من استثنى الله؟ وهو قوله : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)(٣).
__________________
(١) الأنبياء : ٩٨.
(٢) مجمع البيان ٧ : ١٠٣.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٧٦.