وهذه الرواية أتم واكمل ، وليس فيها أن الاستثناء نزل بعد اعتراض ابن الزبعرى ، بل فيها أن الاستثناء كان من قبل وأن الرسول أشار إليه في حديثه.
والخبر ـ كسابقه ـ بظاهره لا ينسجم مع أيام حصار الشعب ، الّا اذا كان في أيام الموسم.
السورة التاسعة والسبعون ـ «المعارج» :
(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ...)(١) روى الطبرسي في «مجمع البيان» عن الحسن قال : سأل المشركون النبيّ فقالوا : لمن هذا العذاب الّذي تذكر يا محمّد! فجاء جوابه بأنه (لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) وعن مجاهد قال : انّ السائل هو النضر بن الحارث بن كلدة وقال : اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فيكون المعنى : دعا داع على نفسه بعذاب واقع ، مستعجلا له ، وهو واقع بهم لا محالة (٢). والظاهر أنّ مجاهد نقل ذلك عن شيخه ابن عباس ، كما روى عنه ذلك السيوطي في «الدر المنثور» بأسناده. ورواه عن السدي قال : نزلت بمكّة في النضر بن الحارث ، وكان عذابه يوم بدر (٣) وفي بعض الروايات أن القائل هو الحارث لكنّه ابن علقمة من بني عبد الدار ، وفي بعضها أنّه هو أبو جهل بن هشام المخزومي.
وعليه فلا محلّ لما رواه الطبرسي في «مجمع البيان» عن الحاكم الحسكاني بسنده عن سفيان بن عيينة عن الصادق عليهالسلام : أنّ الآية نزلت في النعمان بن الحارث الفهري حينما أنكر على رسول الله صلىاللهعليهوآله نصبه لعلي عليهالسلام يوم الغدير (٤) اللهم الّا أن تكون حادثة ثانية مشابهة تليت فيها الآيات بالمناسبة.
__________________
(١) المعارج : ١ ، ٢.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٥٢٩.
(٣) التبيان ٨ : ٢٢٨.
(٤) مجمع البيان ١٠ : ٥٣٠.