السورة الرابعة والثمانون ـ «الروم» :
(الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)(١).
قال الشيخ الطوسي في «التبيان» : روي : أن سبب ذلك هو أنّ الروم لمّا غلبتها فارس فرح المشركون بذلك وقالوا : أهل فارس لا كتاب لهم غلبوا أهل الروم وهم أهل كتاب ، فنحن لا كتاب لنا نغلب محمّدا الّذي معه كتاب. فأنزل الله تعالى هذه الآيات تسلية للنبيّ والمؤمنين بأن الروم وان غلبتها فارس فانّها ستغلب فارس في ما بعد بضع سنين. قال أبو سعيد الخدري : كان النصر يوم بدر للفريقين : للنبيّ على قريش وللروم على فارس ، ففرح المؤمنون بالنصرين. وقيل : كان يوم الحديبية (٢).
ونقل الطبرسيّ القول الأوّل عن مقاتل قال : فلمّا كان يوم بدر غلب المسلمون كفار مكّة وأخبر رسول الله : أنّ الروم غلبت فارسا ففرح المؤمنون بذلك. ونقل القول الثاني عن الزهري قال : كان ظهور فارس على الروم في تسع سنين ، ثمّ أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبية ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب (٣).
امّا عن معنى «أدنى الأرض» فقد نقل عن الزجّاج قال : أي في أدنى الأرض من أرض العرب. ثمّ عيّنها عن عكرمة فقال : يريد أذرعات وكسكر (٤)
__________________
(١) الروم : ١ ـ ٤.
(٢) التبيان ٨ : ٤٦١.
(٣) مجمع البيان ٨ : ٤٦١.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٦٠.