الجاهلية في القرآن الكريم :
قلنا : إنّ البداية الطبيعيّة لتأريخ الإسلام تفرض علينا أن نتعرّف أوّلا على حالة العرب قبل الإسلام كي نتعرّف على المناخ والجو الذي انطلقت فيه الدعوة إلى الإسلام ، وخير كلام في هذا المقام كلام الإمام العلّامة الطباطبائي في تفسيره «الميزان» قال :
إنّ القرآن يسمّي عهد العرب المتّصل بظهور الإسلام بالجاهليّة ، وليس إلّا إشارة منه إلى أنّ الحاكم فيهم يومئذ الجهل دون العلم ، وأنّ المسيطر عليهم في كلّ شيء الباطل دون الحق ، وكذلك كانوا ، على ما يقصّ القرآن من شئونهم :
قال تعالى : (يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِ يَّةِ)(١).
وقال (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ)(٢).
__________________
(١) آل عمران : ١٥٤.
(٢) المائدة : ٥٠.