على أهل منى غدا بأسيافنا؟! فقال رسول الله : لم نؤمر بذلك ، ولكن ارجعوا الى رحالكم (١).
والآية من سورة الحج ، وهي بعد المائة في ترتيب النزول ، أي النازلة بعد عشرين سورة نزلت بعد الهجرة ، تقريبا ، ممّا لا يناسب معه نزولها حتّى قبل وقعة بدر في منتصف السنة الثانية للهجرة ، بل يناسب نزولها بعد ذلك تحكي علة الاذن في ذلك ، فضلا عن أن تكون قد نزلت قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة ، ممّا يوهمه ظاهر مقال ابن اسحاق ، ولكن الحديث اختلط بعضه ببعض في غير وضوح. نعم كان يفهم من بيعة الحرب أن ذلك سيكون ، وكانت لابن اسحاق رواية عن عروة ابن الزبير وغيره عن أوّل آية انزلت في الاذن في الحرب والقتال ، فانتقل الى نقل الرواية جملة معترضة ، لقد خلط ابن شهر آشوب ، وزاد في تخليطه أنّه عدّ جابراً من النقباء في بيعتي العقبة ، خالطاً بينه وبين جابر بن عبدالله بن رئاب ، والاصل في خلطه ابن مندة كما في اُسد الغابة (٢).
انتشار الاسلام في المدينة :
مرّ في تعبير القمي في تفسيره : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث الى المدينة مع الاثني عشر نقيبا في بيعة العقبة الاولى : مصعب بن عمير بن هاشم يصلّي بهم. فكان يصلّي بهم ويقرئهم القرآن حتّى سمّي بينهم بالمقرئ ، وحتّى لم تبق دار في المدينة الا وفيها رجال ونساء مسلمون.
ومرّ في تعبير ابن شهرآشوب في «المناقب» : ثمّ أنفذ النبيّ عليهالسلام معهم
__________________
(١) م. ن ٢ : ٩٠.
(٢) كما في قاموس الرجال ٢ : ٥٢٣.