إذن النبي صلىاللهعليهوآله لأصحابه بالهجرة الى المدينة :
قال ابن شهرآشوب : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يؤمر الّا بالدعاء والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل ، فطالت قريش على المسلمين ، فلمّا كثر عتوّهم أمر بالهجرة فقال صلىاللهعليهوآله : إنّ الله قد جعل لكم دارا تأمنون بها واخوانا.
فخرجوا أرسالا ، حتّى لم يبق مع النبيّ الا علي عليهالسلام وأبو بكر (١).
وقال قبله محمّد بن اسحاق : كان رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحلل له الدماء (٢) ، إنما كان يؤمر بالدعاء الى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل.
وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من المهاجرين حتّى فتنوهم عن دينهم ونفوهم من بلادهم ، فهم بين مفتون في دينه ، وبين معذّب في أيديهم وبين هارب في البلاد فرارا منهم : منهم من بأرض الحبشة ، ومنهم من بالمدينة ، وفي كل وجه.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ : ١٨٢. وانظر الطبقات الكبرى ١ : ٢٢٦.
(٢) مرّ الكلام في بيعة العقبة على هذا المعنى.