القوم إليه واستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة ، فليسيرنّ إليكم حينئذ بالكتائب والمقانب ، فلتهلكنّ كما هلكت اياد ومن كان قبلكم. قولوا قولكم.
فقال أبو جهل : لكن أرى لكم أن تعمدوا الى قبائلكم العشرة فتندبوا من كل قبيلة منها رجلا نجدا ، ثمّ تسلّحوا سلاحا عضبا ، وتتمهّد الفتية حتّى اذا غسق الليل وغوّر بيّتوا بابن أبي كبشة بياتا ، فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا ، فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم ، فيرضون حينئذ بالعقل (١) منهم.
فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم. ثمّ أقبل عليهم فقال : هذا الرأي فلا تعدلنّ به رأيا ، وأوكئوا في ذلك أفواهكم حتّى يستتبّ أمركم. ثمّ خرج القوم.
فسبقهم جبرئيل بالوحي بما كان من كيدهم (٢).
علي عليهالسلام والمبيت في فراش النبيّ صلىاللهعليهوآله :
لمّا أخبر النبيّ جبرئيل عليهالسلام بأمر الله في ذلك ووحيه وما عزم له من الهجرة ، دعا رسول الله علي بن أبي طالب لوقته فقال له : يا علي ، انّ الروح هبط عليّ يخبرني أن قريش اجتمعت على المكر بي وقتلي ، وانّه اوحي الي عن ربّي عزوجل أن أهجر دار قومي وأن أنطلق الى غار ثور تحت ليلتي ، وإنه أمرني أن آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري ، فما أنت صانع؟
فقال علي عليهالسلام : أو تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبيّ الله؟ قال : نعم. فتبسّم علي ضاحكا وأهوى الى الأرض ساجدا شكرا لما أنبأه رسول الله به من سلامته ،
__________________
(١) العقل هنا : الدية ، ومنه عاقلة الرجل.
(٢) أمالي الطوسي : ٤٦٣ ـ ٤٦٥ ، الحديث ٣٥.